السبت، 11 سبتمبر 2010




الى جميع أصدقائي كل عام و أنتم بألف خير
إعتراضا على رفع الضريبة الخاصة لخدمات الهاتف المحمول (الخلوي)فقد قررت عدم ارسال أي مسج هذا العيد و غيرها من المناسبات و أتمنى من الجميع اتباع هذه الحملة ضد طمع الشركات و تقصير الهيئات الحكومية المسؤولة بواجباتها الرقابية
و كل عام و أنتم بخير

كاسك.. يا وطن
21/3/2009
|

يحلمون بالقليل من المطر: ما يكفي شجرة لتصلب طولها!

وبالقليل من الهواء؛ حاجة رئة واحدة لم يتلفها الدخان الرخيص بعد.

وربما بخبز، ووسادة، وبعض الوقت ليشكروا الله على هذا النعيم!!

لا أكثر، ولا أقل.

***

يكفيهم ما فاض عن حاجة الآخرين من الشوارع، ومن الضحك، ومن سوق الملابس المستعملة.

قانعون بحصَتهم من الهواء الرسمي، ومن المال الرسمي، ومن الرضا الرسمي!

يرتقون قمصانهم القديمة، وذكرياتهم القديمة، وعزّهم الجليل، ويرتقون الحياة بما توفر من الحياة.

لا شيء أكثر من دالية قرب السور الذي بلا باب، قن دجاجٍ بلا دجاج، وبعض الظل الذي تغفو فيه الفقيرة وهي "تنقِي" العدس!

لا يلزم الفقراء غير الهدوء الذي لا تحبه المدن.

***

في المقابل ثمة من رزقهم الله بجينات العبقرية، والموهبة الفذّة، فنذروا أنفسهم وعائلاتهم وأحفادهم من بعدهم لخدمة المنصب الوطني!! إذ تجد في بلد ما الجدّ عيناً، والابن وزيراً، والأخ اميناً عاماً، والحفيد تُفصّل له دائرة صغيرة ريثما يموت والده فينتقل لكرسي العائلة... في الوزارة!

فتكون المناصب الوزارية (في البلد ال ما) متوارثة من الجد الثالث وحتى الحفيد السادس عشر!

وتحتار حكومة البلد ال ما برجل لا يفقه في حياته أي شيء (أي شيء بالمطلق) فتعينه مرة مديرا لدائرة، ومرة مستشارا في الحكومة، ومرة مساعدا لوزير، ومرة رئيسا لمركز، ومرة امينا عاما، ومرة رئيسا لمجلس ادارة، مما يمنحك إحساسا بأن هذا الرجل عبقرية نادرة، وأن الحكومة (الـتي في بلد ما) تعقد اجتماعات متواصلة للبحث في كيفية "استثمار" هذا الرجل!!

وتتساءل: هل لهذه الدرجة ما يزال الرجل معطاءً ولم يستنفذ؟ ألهذا الحد هو فاعل وعبقري ولا يوجد بين سكان البلد (الـ ما) من يستطيع أن يشغل مكانه؟!

ثمة عائلات تتميز، فيما يبدو، بجينات نادرة، بحيث لا تسمح الحكومة لواحد من هذه السلالة بأن يضيع من بين يديها، وتبقى تلاحقهم أنىّ اتجهوا، وتنتظر صغارهم ليكبروا، وربما تشرف عليهم من بدء الحمل... حرصا على المصلحة العليا لتلك الدولة!!

وهكذا... تبقى مناصب الحكومة في البلد (الـ ما) محصورة، وتحت السيطرة، لبضع عائلات تضحي بأبنائها وأحفادها وتضعهم جميعا وزراء ومسؤولين في خدمة الوطن.

وغني عن القول إن أبناء وأحفاد وأنسباء وأقارب هؤلاء المتفوقين جينياً يتفوقون هم، بدورهم، على باقي عباد الله، ويأخذون ما تبقى من سيارات الحكومة وأموالها وأراضيها وعطاءاتها وبركاتها،.... فيما يشقى كذا مليون شخص (متواضعون جينياً) ليل نهار، لأجل أن يدفعوا الضرائب ويرفدوا الموازنة ويصرفوا على سفرات الوزراء وسياحتهم ... وتعيش عائلة مكونة من تسعة أفراد بثمانين ورقة من عملة تلك البلاد، فيما الحياة بدخل أقل من ألف ورقة شهرياً هي ضمن معدلات الفقر!!

وفي الوقت نفسه، تدفع وزارة أو مديرية في ذلك البلد راتبَ ألفين أو ثلاثة لمستشارعبقري، وتعرف أن نصف مواطنيها يحسبون راتبهم بالقرش والبريزة (توجد في ذلك البلد بريزة مثلنا).

وتعرف أن راتب المستشار يكفي عشر عائلات لعشرة شهور!!

***

الآخرون يقضون العمر خارج الكادر، في أقصى المشهد، أو على حوافّه، يبتسمون للكاميرا التي تضعهم في خلفية الأغنيات الوطنية!

قانعون بمقاعد "المدرجات"، يهبون حناجرهم للهتاف عن طيب خاطر، ويحتفظون بالمعنى الأول والبدائي للأشياء: الشروق، العشب، الجبل، قفزة الشمس عن سور الدار.

لم يعرفوا الصور الملونة، وواجهات البنوك، ولون الماء في برك السباحة.

يضرسون من حصرمٍ لم يأكلوه... صار عنبا جنيّاً والتهمه الآخرون.

إبراهيم جابر إبراهيم)